التناص المعرفي وأيدولوجية الراوي دراسة في رواية (ظــلال الجفــر) لوليد دماج
د. قائد غيلان
ليس هناك كتابة من الفراغ، فكل نص إنما يرتبط بنصوص أخرى وإن حاول المغايرة والاختلاف، وأبرز أشكال الانتساب إلى النصوص الأخرى هي قضية النوع، فمادام قد كتبت رواية مثلاً فإن نصّك لابد أن يضع نفسه ضمن سياق ذلك النوع بشروطه وتقنياته، أي أنك بشكل أو بآخر تسير على خطا نصوص أخرى تفتح أبواباً قد فتحت من قبل، فإن كان عملك جديداً كل الجدة فإن مجرد اختيار النوع (شعر، قصة، رواية) يجعلك ملزما باقتفاء أثر ذلك النوع، وتسير حسب شروطه وضمن سياقاته.
وعلى هذا فإن الرواية التي بين أيدينا ظلال الجفرللروائي اليمني وليد أحمد دماج لابد لها من أهل، ضمن الأسرة الروائية العربية المعاصرة. فأين تقع هذه الرواية ضمن المشهد السردي العربي المعاصر؟ علينا أن نبحث عن تصنيف ما لنضعها في سياقها؛ وذلك رغم ما يسببه التصنيف من إجحاف بسبب طابعه التعميمي الذي يخلُّ بالعمل التحليلي النقدي، ذلك أن الأحكام التصنيفية تصدر غالباً عن أحكام مسبقة وتؤدي إلى استنتاجات عامة تفتقر إلى الدقة العلمية. لكنا نلجأ لهذا الإجراء من باب التعرُّف على صلة القرابة بين هذا العمل والأعمال الأخرى، لا من باب الإعلاء من شأنه أو الحط من قيمته، أي إن عملنا لا يهدف إلى إعطاء الرواية حكماً قيمياً أو شهادة انتماء بل هو مجرد تصنيف إجرائي يستند على الملامح الأبرز في الرواية التي تؤهلها للسكن مع المجموعة المناسبة ضمن الإنتاج الروائي العربي ويضمها إليها.
د. قائد غيلان
تحميل
————————————
admin
التناص المعرفي ، وليد دماج